التشدد والعن٠نتائج لأزمة التنشئة الاجتماعية ÙÙŠ ليبيا
إسماعيل القريتلي
اتجاه بعض Ø´Ø±Ø§Ø¦Ø Ø§Ù„Ù…Ø¬ØªÙ…Ø¹ للتشدد والعن٠بما Ùيه الديني Ùهو ليس الوØÙŠØ¯ ÙØ¸Ø§Ù‡Ø± العن٠الاجتماعي والجنائي والÙكري Ù…Ù„Ø§ØØ¸ ÙÙŠ المجتمع الليبي ÙØ§Ù„Ø¬Ù†ÙˆØ Ù„Ù„Ø£Ø³Ø§Ù„ÙŠØ¨ Ø§Ù„Ø¹Ù†ÙŠÙØ© والمادية والأمنية كان سلوك متواصل للنظام السابق، وانعكس مع توالي الزمان Ù„ÙŠØµØ¨Ø Ø³Ù…Ø© مشاهدة بشكل يومي ÙÙŠ الشارع الليبي.
ودعمت تنامي العن٠والتشدد المتنوع ÙÙŠ ليبيا عدة أسباب منها غياب مشروع وطني للتنشئة الاجتماعية، مع اضمØÙ„ال سلطة وسطوة القانون، وضمور العدالة واتساع تأثير المال والرشى ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ³ÙˆØ¨ÙŠØ§Øª طريقا لأخذ الØÙ‚وق مما ضيق على الÙقراء ÙØ±Øµ Ø§Ù„ØØµÙˆÙ„ على ØÙ‚وقهم الضرورية كالعلاج والتعليم والسكن والعمل، وامتد الأمر ليشمل الخطاب الديني المبرر لسلوك السلطة ÙÙŠ انتهاكاتها Ù„ØÙ‚وق الشعب.
قد أدى اختيار الدولة التخلي عن واجبها تجاه شعبها وانشغالها المستمر لتثبيت أركان ØÙƒÙ… القذاÙÙŠ إلى نمو طبقة أغلبها مؤيد للنظام السابق Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯Øª من كل الامتيازات واستغلت موارد وثروات الدولة لتØÙ‚يق مصالØÙ‡Ø§ØŒ وتØÙƒÙ…ت ÙÙŠ مليارات المشاريع التي أطلقها سي٠القذاÙÙŠ ÙØªØµØ§Ø¹Ø¯ مؤشر غناها بشكل متسارع.
ÙˆÙÙŠ مقابل هذه الطبقة Ù…ØØ¯ÙˆØ¯Ø© العدد اتسع نطاق التهميش ليشمل أغلب الليبيين ÙˆØªÙˆÙ‚ÙØª كل المشاريع التي تستوعب الشعب سكنا وعملا وعلاجا، مع غياب كامل لمؤسسات أهلية ترعى وتهتم بالشباب ØÙŠØ« ØØ±Ù…ت عدة أجيال من أي مشاركة مجتمعية تكتش٠مواهبهم وتنميها لتزيد من مؤهلاتهم Ø§Ù„ØªÙ†Ø§ÙØ³ÙŠØ© ÙÙŠ سوق العمل الذي تعرض كذلك للتشويه من خلال Ù…ØØ§Ø±Ø¨Ø© القطاع الخاص الذي كان ينمو بشكل مطرد ÙÙŠ ليبيا.
إن مدنا كبيرة مثل طرابلس وبنغازي يعيش أغلب سكانها ÙÙŠ تجمعات سكانية لا تنطبق عليها أي معايير معتمدة دوليا للØÙŠØ§Ø© الإنسانية ÙÙÙŠ تلك التجمعات الأقرب للعشوائيات التي تكتض بأكثرية سكان طرابلس وبنغازي لا يجد الشباب أي ÙØ±ØµØ© للتطور والتعلم الموازي للمدارس ويصعب على سكانها توÙير التعليم الخصوصي، ÙˆÙيها تزيد نسبة التسرب من التمدرس ÙÙŠ المراØÙ„ التعليمية الأساسية، وأكثرية عمالة Ø§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ من تلك الأØÙŠØ§Ø¡. والأمر ينطبق بنسبة ما علىى كل المدن الليبية ØÙŠØ« تعيش Ø¸Ø±ÙˆÙØ§ واسعة من التهميش المعرÙÙŠ والÙني والذوقي.
والمجتمع الليبي يعيش تراجعا منذ عقود رؤيته الدينية ØÙŠØ« منع النظام السابق تنظيم التعليم الديني، وأغلقت المؤسسات التعليمية المخصصة لذلك وزادت نسبة الجهل المجتمعي للدين ÙÙŠ شكله الوسطي ÙˆØ£ØµØØ¨Øª المجتمع مستعدا لأي Ø£Ùكار دينية تملأ Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øº الذي سببه منع الدولة للتعليم الرسمي للدين ØØªÙ‰ ÙÙŠ المساجد، مع انعدام ثقة الناس ÙÙŠ خطبة الجمعة التي سيطرت الدولة عليها ثم بعد الثورة علا المنابر أشخاص أغلبهم لا يملك رؤية دينية ÙˆØ§Ø¶ØØ© ولا يعر٠أصول التعليم ودور الخطيب ÙÙŠ المجتمع كما أن كثير منهم ينتمون لتلك التجمعات السكانية.
ومن القضايا التي تعرضت للمنع ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ§Ø±Ø¨Ø© كل وسائل تهذيب سلوك الإنسان والرقي به مثل الÙÙ† والموسيقى ومعارض الذوق الرÙيع والتواصل مع المجتمعات الأخرى ÙˆØ§Ù„Ø§Ù†ÙØªØ§Ø عليها، ولم تشهد ليبيا مؤتمرات علمية أو ثقاÙية أو ÙØ¹Ø§Ù„يات Ùنية ورياضية تمكن شباب ليبيا من الاختلاط والتعر٠على Ø«Ù‚Ø§ÙØ§Øª الشعوب والتأثر بها، بل على العكس لقد منع النظام ØØªÙ‰ المشاركات الخارجية لليبيين إلا للموالين له ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¯Ø§ÙØ¹ÙŠÙ† عن وجوده.
ومع تركز دور الدولة ÙÙŠ ØÙ…اية النظام وتعزيز أمنه تساهلت ÙÙŠ انتشار المخدرات بأنواعها ÙØ£Ø¯Ù…نت Ø´Ø±Ø§Ø¦Ø Ù…Ù† الشباب على تناول المخدرات والمسكرات واتسعت الجريمة واكتظت السجون بالخارجين عن القانون. وسرب النظام كل هؤلاء إبان الثورة ÙØ§Ù…تلئت بهم الشوارع وشارك منهم ÙÙŠ الثورة يقاتلون ضد أو مع النظام.
وأدى تØÙ„Ù„ السلطة السيادية للدولة بعد الثورة على Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§ÙØ° البرية بشكل خاص إلى إمكانية تسلل عناصر من تنظيمات متشددة جاءت من خارج Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ لتستقر ÙÙŠ ليبيا. وربما تخطط لعمليات مع عناصر تابعة لتلك التنظيمات من داخل ليبيا.
رغم أن مشكلة التشدد والتطر٠قديمة ربما قدم الإنسان إلا أن المعالجة الرسمية للدولة التي ظهرت ÙÙŠ ØªØµØ±ÙŠØØ§ØªÙ‡Ø§ الرسمية تنØÙ‰ إلى اعتبار العلاج الأمني هو الأسلوب الأمثل وهذا بالتأكيد لن يزيد الموق٠إلا تعقيدا Ùمع أهمية تأمين ليبيا استخباريا وأمنيا وعسكريا، إلا أن التشدد والعن٠منطلقه مجموعة من الأÙكار يعاد غرسها ÙÙŠ عقول مجموعات من الشباب ÙÙŠ تجمعات خاصة جدا ولا تتعايش مع الواقع إلا Ø¨ØØ¯ الضرورة ومع انتشار Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø ÙˆØ§Ù„Ùلتان الأمني بات لتلك التجمعات مواقع عسكرية ÙŠØÙ…ونها تمثل لهم قواعد التأسيس الÙكري ضد المجتمع ØÙŠØ« ÙŠØ±ÙØ¶ هؤلاء التØÙˆÙ„ الديمقراطي وينادون بتطبيق الشريعة بطريقة عامة جدا يصعب عليهم Ø§Ù„Ø§ØªÙØ§Ù‚ على ØªØ¹Ø±ÙŠÙ ÙˆØªÙØµÙŠÙ„ لمقصدهم من تطبيق الشريعة.
إن مواجهة التشدد والعن٠تبدأ Ø¨Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø£ÙˆØ¶Ø§Ø¹ تلك التجمعات السكانية التي تذكرنا بمنطقة إمبابا ÙÙŠ القاهرة Ùمن المهم أن تولي الØÙƒÙˆÙ…Ø© القادمة تركيزا كبيرا وخاصا لتلك التجمعات وتبدأ ÙÙŠ توÙير السكن والعمل لسكان تلك المناطق وعليها أن تستعجل الØÙ„ول الإسكانية والتشغيلية لهم. كما يجب أن ØªÙˆÙØ± لهم منابع للتعلم ÙˆØ§Ù„ØªØ«Ù‚Ù ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© عبر المكاتب العامة والجمعيات الأهلية والنوادي والاهتمام بمراØÙ„ التعليم الأساسي والخدمات الصØÙŠØ© والبنية Ø§Ù„ØªØØªÙŠØ©.
ومن المهم أن تؤسس رؤية وطنية للتنشئة الاجتماعية لا ÙŠØÙ‚ لصØÙÙŠ إو إعلامي أو سياس أو ناشط مدني أو شيخ أو خطيب أن يتجاوزها ÙˆØªØµØ¨Ø Ù‡Ø°Ù‡ الرؤية الوطنية Ø¥ØØ¯Ù‰ مكونات الرؤية الكلية للأمن القومي لا ÙŠØÙ‚ Ù„Ø£ØØ¯ التلاعب ÙÙŠ Ù…ÙØ±Ø¯Ø§ØªÙ‡Ø§ أو الاستهانة بأدواتها بمن Ùيهم الأسرة التي يجب أن يعاد تأهيل الأباء والأمهات Ùيها Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© طرق التربية والتنشئة الصØÙŠØØ© مع معالجة لمشاكلهم الاجتماعية والمعرÙية والمادية.
إننا لسنا براضخين ØªØØª نظام استبدادي ÙŠÙØ±Ø¶ علينا رؤيته Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØ±Ø§Ø¯ÙŠØ© ولذا لا عذر لنا اليوم لعدم اللجوء للمعالجات الصØÙŠØØ© والعلمية التي ØªØØ¯Ø¯ لكل مكونات الدولة والمجتمع دوره Ø¨Ø§Ù„ØªÙØµÙŠÙ„ تجاه التنشئة الاجتماعية.
وأخيرا يجب أن تدرك الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© أن العلاج الأمني لن ÙŠØÙ…يها من المزيد من الهجمات، ÙÙÙŠ تجربتها منذ 2002 أي منذ غزوها Ù„Ø£ÙØºØ§Ù†Ø³ØªØ§Ù† ثم العراق وضرباتها المتواصلة لليمن لم تثمر أي تراجع للعن٠بل زادت من انتشاره واتساعه وليس أمامها اليوم إلا أن تدعم برامج التنشئة الاجتماعية الشاملة ÙÙŠ دول الربيع العربي ليتجنبوا كلهم معا أخطار وتداعيات التشدد والعنÙ.
إسماعيل القريتلي  بتاريخ   2012-09-20