القاهرة: خالد Ù…ØÙ…ود لندن: «الشرق الأوسط»
مصادر تروي لـ «الشرق الأوسط» ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ عملية تسليم السنوسي
«أنا عبد الله السنوسي ولا توضع ÙÙŠ يدي الأغلال، ولولا تدخل ØÙ„٠الناتو لما ØØ¯Ø« ما ØØ¯Ø«Â».. هكذا كان رد ÙØ¹Ù„ الرجل الذي يوص٠بأنه الصندوق الأسود للقذاÙÙŠ وصهره ورئيس جهاز المخابرات الليبية السابق، بعدما اكتش٠أنه تعرض لعملية خداع نقل بموجبها من مقر إقامته ÙÙŠ موريتانيا إلى مطار نواكشوط قبل أن ÙŠØÙ„ مؤخرا ÙÙŠ Ø£ØØ¯ سجون العاصمة الليبية طرابلس.
وقالت مصادر رÙيعة المستوى ÙÙŠ الØÙƒÙˆÙ…Ø© الليبية لـ«الشرق الأوسط» إن عملية نقل السنوسي Ø£ØÙŠØ·Øª بسرية تامة خشية Ø¥ØØ¨Ø§Ø·Ù‡Ø§ØŒ كما Ù†ÙØª المصادر التي طلبت عدم تعريÙها، أن تكون هناك صÙقة مالية أو سياسية وراء تسليم موريتانيا للسنوسي، لكنها اعتبرت ÙÙŠ المقابل أن القرار الموريتاني بتسليمه وضع نصب عينيه Ù…ØµÙ„ØØ© الشعب الليبي Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ù…Ø´ØªØ±ÙƒØ© للبلدين. وقبل ساعات من وصول السنوسي إلى ليبيا معتقلا، كان الدكتور عبد الرØÙŠÙ… الكيب، رئيس الØÙƒÙˆÙ…Ø© الانتقالية، ينÙÙŠ معلومات عن Ø³ÙØ±Ù‡ إلى موريتانيا لاستلام السنوسي. لكن الكيب أعلن أمس ÙÙŠ مؤتمر ØµØØ§ÙÙŠ عقده بطرابلس رسميا تسلم السنوسي، كما استغل الكيب Ø§Ù„ØØ¯Ø« لكي يطالب الدول التي تؤوي مطلوبين للشعب الليبي بتسليمهم، مع التعهد بأنهم سيلاقون Ù…ØØ§ÙƒÙ…Ø© عادلة تتÙÙ‚ والمبادئ الإسلامية ÙˆØÙ‚وق الإنسان، على ØØ¯ قوله.
وقال الكيب، ÙÙŠ بيان تلاه أمس بينما كان إلى جواره اللواء يوس٠المنقوش، رئيس الأركان العامة للجيش الليبي: «الØÙ…د لله الذي توعد الطغاة بقوله (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) صدق الله العظيم»، Ù…Ø¶ÙŠÙØ§: «ÙÙŠ خطوة هامة لتØÙ‚يق مبادئ ثورة السابع عشر من ÙØ¨Ø±Ø§ÙŠØ± المجيدة ÙÙŠ العدالة، وتØÙ‚يقا لمرØÙ„Ø© ÙØ§ØµÙ„Ø© من مراØÙ„ الاستراتيجية الأمنية للØÙƒÙˆÙ…Ø© وبناء دولة المؤسسات، ومتابعة لرموز النظام السابق الموجودين خارج ØØ¯ÙˆØ¯ الوطن والمطلوبين للعدالة».
وخاطب الكيب مواطنيه قائلا: «أز٠إليكم خبر استلام واستجلاب السنوسي، الساعد الأيمن لنظام المقبور، إلى الأراضي الليبية هذا اليوم من العاصمة الموريتانية، وذلك بعد جهود كبيرة كللت بØÙ…د الله بالنجاØÂ».
وتابع: «الØÙƒÙˆÙ…Ø© تتقدم بالشكر ÙˆØ§Ù„Ø§ØØªØ±Ø§Ù… والتقدير لكل الذين ساهموا ÙÙŠ تØÙ‚يق هذا Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§ØØŒ ولا ÙŠÙوتها أن تشكر الدولتين الشقيقتين تونس وموريتانيا على تعاونهما الأخوي المخلص، وتهيب بكل الدول التي تؤوي أشخاصا مطلوبين للعدالة من الØÙƒÙˆÙ…Ø© الليبية والشعب الليبي جميعا ØØ³Ø¨ القوانين الدولية، أن تتعاون معها ÙÙŠ تسليمهم، مجددة وعدها بأنهم سيلاقون Ù…ØØ§ÙƒÙ…Ø© عادلة تتÙÙ‚ مع مبادئ ديننا الØÙ†ÙŠÙ والمعايير الدولية Ù„ØÙ‚وق الإنسان».
وروت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أنه تم نقل السنوسي على متن طائرة إسعا٠عمودية من مطار طرابلس إلى مطار معيتقة، ØÙŠØ« جرى نقله على الÙور إلى Ù…ØØ¨Ø³Ù‡ الأخير ÙÙŠ شاØÙ†Ø© سوداء اعتلى مؤخرتها رجال أمن بزيهم الرسمي، Ùيما كان البعض ممن تجمعوا ØÙˆÙ„ الطائرة، وأغلبهم من الثوار وضباط الأمن، يهتÙون: «دم الشهداء ما يمشيش (لا يضيع) هباء»، ÙÙŠ إشارة إلى المطالبة بالقصاص من السنوسي الذي تتهمه السلطات الليبية الجديدة بالضلوع ÙÙŠ Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© إجهاض الثورة الشعبية ضد نظام القذاÙÙŠØŒ Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى المسؤولية عن Ù…Ø°Ø¨ØØ© سجن أبو سليم التي لقي Ùيها 1200 سجين مصرعهم، معظمهم من المعتقلين السياسيين، ردا على Ø§ØØªØ¬Ø§Ø¬Ù‡Ù… على ظروÙهم السيئة داخل السجن إثر تمرد تم إخماده بالقوة ÙÙŠ يونيو (ØØ²ÙŠØ±Ø§Ù†) عام 1996.
وأظهرت صور ÙوتوغراÙية ولقطات مصورة السنوسي بلØÙŠØ© ÙƒØ«ÙŠÙØ© مرتديا زيا ليبيا تقليديا ØØ§ÙˆÙ„ خلاله Ø¥Ø®ÙØ§Ø¡ وضع القيود Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ÙŠØ© ÙÙŠ يديه خلال عملية نقله. وعكست Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ø§Ù„Ø³Ù†ÙˆØ³ÙŠ الصدمة التي عاشها Ù„ØØ¸Ø© خروجه من الطائرة، بينما كان Ø£ØØ¯Ù‡Ù… ÙÙŠ هستريا ÙˆØ§Ø¶ØØ© يردد «الله أكبر.. لعنة الله عليك». وقبل هبوطه من الطائرة، قال السنوسي لمراÙقيه من أعضاء Ø§Ù„ÙˆÙØ¯ الليبي بأنه «لولا ØÙ„٠شمال الأطلنطي (الناتو) لما ØØ¯Ø« ما ØØ¯Ø«Â»ØŒ ÙˆÙقا لما رواه عبد المجيد سعد، مندوب النائب العام الذي كان موجودا مع Ø§Ù„ÙˆÙØ¯ خلال عملية نقل السنوسي.
وقال طه بعرة، Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø« باسم النائب العام الليبي، إن مكتب النائب العام تسلم السنوسي، وإنه سيخضع Ù„ÙØÙˆØµ طبية، وسيتم قريبا التØÙ‚يق معه بشأن قضايا وجهت إليه اتهامات Ùيها.
ويخضع السنوسي ØØ§Ù„يا Ù„ØØ±Ø§Ø³Ø© أمنية مشددة Ø¨Ø£ØØ¯ سجون طرابلس التي يشر٠عليها Ø§Ù„ØØ±Ø³ الوطني، ØÙŠØ« يقبع إلى جوار بعض المسؤولين الكبار سابقا ÙÙŠ نظام القذاÙÙŠØŒ من بينهم الدكتور البغدادي المØÙ…ودي، رئيس آخر ØÙƒÙˆÙ…Ø© للقذاÙÙŠ قبل سقوط نظامه ومقتله ÙÙŠ شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ووÙقا للرواية التي قدمها ØØ³Ù† زقلام، وزير المالية الليبي، ÙØ¥Ù†Ù‡ تم إبلاغ السنوسي ÙÙŠ مكان إقامته Ø§Ù„ÙØ®Ù… بموريتانيا بأنه سيلتقي Ø£ØØ¯ المسؤولين الموريتانيين الكبار إلى أن وجد Ù†ÙØ³Ù‡ بالطائرة.
وأضا٠زقلام ÙÙŠ ØªØµØ±ÙŠØØ§Øª نقلتها قناة «ليبيا Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø±Â» Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦ÙŠØ©: «وجدت السنوسي أمامي ÙÙŠ المطار وكان ÙŠØ±ÙØ¶ الصعود للطائرة إلى أن وضعت ÙÙŠ يديه الأغلال، وقد قال (أنا عبد الله السنوسي ولا توضع ÙÙŠ يدي الأغلال). ولم يكن يتوقع أن يسلم لليبيا»، مشيرا إلى أنه تم إجبار السنوسي وجره للصعود إلى الطائرة التي أقلته لاØÙ‚ا إلى ليبيا.
ÙˆØ£ÙˆØ¶Ø Ø²Ù‚Ù„Ø§Ù… أن Ø§Ù„ÙˆÙØ¯ الليبي الذي Ø§ØµØ·ØØ¨ السنوسي كان يضم وزير العدل ورئيس الأركان، ØÙŠØ« اجتمعا مع رئيس الوزراء الموريتاني ووزير الاقتصاد، مشيرا إلى أنه كان Ø£ØØ¯ الأعضاء ضمن Ø§Ù„ÙˆÙØ¯ الليبي لتسلم السنوسي بسبب وجود بنك ليبي واستثمارات ليبية بموريتانيا. وكان مصدر ØÙƒÙˆÙ…ÙŠ موريتاني قد أعلن أن موريتانيا سلمت السنوسي بموجب ضمانات قدمتها السلطات الليبية.
ونقلت وكالة Ø§Ù„ØµØØ§ÙØ© Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠØ© عن مصدر رسمي موريتاني قوله إن «كل الإجراءات القانونية المتعلقة بتسليمه Ø§ØØªØ±Ù…ت، وكل الضمانات المطلوبة أعطيت من الØÙƒÙˆÙ…Ø© الليبية».
ومنذ اعتقاله السنوسي ÙÙŠ شهر مارس الماضي، اندلع صراع Ø®ÙÙŠ على تسليم السنوسي بين ليبيا ÙˆÙØ±Ù†Ø³Ø§ والمØÙƒÙ…Ø© الجنائية الدولية. وكان السنوسي من الشخصيات المرهوبة الجانب ÙÙŠ نظام القذاÙÙŠØŒ وكان يواجه Ù…ØØ§ÙƒÙ…Ø© ÙÙŠ موريتانيا لدخوله البلاد بشكل غير مشروع. وكانت السلطات الموريتانية قد اعتقلت السنوسي ÙÙŠ السابع عشر من مارس الماضي ÙÙŠ مطار نواكشوط على متن رØÙ„Ø© مقبلة من المغرب ØØ§Ù…لا جواز Ø³ÙØ± ماليا مزورا.
ويعتبر السنوسي الذراع اليمنى ÙÙŠ نظام القذاÙÙŠ السابق، وهو متهم بالمسؤولية عن عشرات الجرائم التي Ù†ÙØ°Øª ÙÙŠ البلاد، ومن بينها إعدام أكثر من 1200 سجين رميا بالرصاص ÙÙŠ أقل من 3 ساعات ÙÙŠ شهر يونيو عام 1996.
واختÙÙ‰ السنوسي عن الأنظار بعد Ø§Ø¬ØªÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø«ÙˆØ§Ø± لمعقل القذاÙÙŠ Ø§Ù„ØØµÙŠÙ† ÙÙŠ ثكنة باب العزيزية ÙÙŠ طرابلس ÙÙŠ أغسطس من العام الماضي، علما بأنه ظهر قبلها بأسبوعين Ùقط على شاشات Ø§Ù„ØªÙ„ÙØ²ÙŠÙˆÙ† الليبي الرسمي لينÙÙŠ نبأ إصابته ÙÙŠ عملية تبنتها Ø¥ØØ¯Ù‰ الجماعات الليبية Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„ØØ© قبل سقوط طرابلس.
والسنوسي هو زوج أخت صÙية ÙØ±ÙƒØ§Ø´ØŒ الزوجة الثانية للقذاÙÙŠØŒ ويوص٠بأنه عين معمر القذاÙÙŠ وأذنه ويده اليمنى ÙÙŠ Ø¥ØÙƒØ§Ù… السيطرة الأمنية على البلاد.
ويقول الثوار إنه هو من أدار طريقة تعامل السلطات الليبية مع Ø§Ù„Ø§ØØªØ¬Ø§Ø¬Ø§Øª التي انطلقت منذ 17 ÙØ¨Ø±Ø§ÙŠØ± 2011ØŒ والتي تميزت بالقسوة Ø§Ù„Ù…ÙØ±Ø·Ø© والقتل المباشر للمواطنين الليبيين. وشغل السنوسي عدة مناصب أمنية وعسكرية رÙيعة المستوى وضعته ÙÙŠ دائرة المقربين من القذاÙÙŠØŒ أو «رجال الخيمة» وهو التعبير الذي كان يطلق عادة على أبرز الموثوق Ùيهم من قبل النظام السابق. وأسندت إليه عدة مهام أمنية ØØ³Ø§Ø³Ø©ØŒ بينها قيادة جهاز الأمن الخارجي والاستخبارات العسكرية، وما يعر٠ÙÙŠ ليبيا بـ«الكتيبة»، وهي الجهاز المكل٠بØÙ…اية القذاÙÙŠØŒ ÙˆØ£ØµØ¨Ø ÙŠÙ…Ø«Ù„ الوجه القمعي للنظام داخل البلاد، ويعتقد أنه يق٠وراء تصÙية عدد من الأصوات المعارضة ÙÙŠ الداخل.
وكان نائب رئيس رابطة أسر شهداء ثورة 17 ÙØ¨Ø±Ø§ÙŠØ± أعلن مؤخرا أن السنوسي Ø³ÙŠØØ§ÙƒÙ… أمام الشعب الليبي Ù…ØØ§ÙƒÙ…Ø© عادلة على ما اقترÙÙ‡ من جرائم بØÙ‚ هذا الشعب، معتبرا أن ما ارتكبه «هذا المجرم» بأبناء مدينة بنغازي ÙÙŠ الأيام الأولى للثورة على جسر جليانه وأمام «الكتيبة» ومديرية الأمن وبشوارعها وميادينها - لن يمØÙ‰ من الذاكرة ØØªÙ‰ ينال هذا المجرم جزاءه العادل أمام القضاء الليبي.
إلى ذلك، Ø£ÙØ§Ø¯ مكتب المدعي العام الليبي أمس الأربعاء أن وزير الخارجية الليبي ورئيس مؤتمر الشعب العام (البرلمان) ÙÙŠ عهد القذاÙÙŠ سيمثلان ÙÙŠ 10 سبتمبر Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠ أمام القضاء بتهمة ارتكاب «جرائم مالية».
وأعلن Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø« باسم النائب العام الليبي لوكالة Ø§Ù„ØµØØ§ÙØ© Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠØ©ØŒ أن «عبد العاطي العبيدي وزير الخارجية الأسبق ومØÙ…د بلقاسم الزوي الرئيس السابق لمؤتمر الشعب العام، سيمثلان ÙÙŠ العاشر من سبتمبر بتهمة جرائم مالية سبقت ثورة 17 ÙØ¨Ø±Ø§ÙŠØ± 2011»، وقال إن الرجلين متهمان بارتكاب «جرائم مالية»، لكنهما لا يزالان يخضعان للاستجواب بشأن تورطهما ÙÙŠ قمع الثورة الليبية التي اندلعت ÙÙŠ ÙØ¨Ø±Ø§ÙŠØ± 2011.
وبدأت ليبيا Ù…ØØ§ÙƒÙ…Ø© مسؤولين سابقين كبار ÙÙŠ النظام السابق وبينهم، خصوصا، أبو زيد دوردة رئيس الاستخبارات الليبية الأسبق.
وأعلن مكتب المدعي العام أيضا أن Ù…ØØ§ÙƒÙ…Ø© ستجري ÙÙŠ سبتمبر Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠ لسي٠القذاÙÙŠØŒ لكن لم ÙŠØªØØ¯Ø¯ أي موعد لها بعد. وأوضØ: «لا نزال ننتظر مصادقة المدعي العام على الاتهامات ضد سي٠.. سيتم ذلك خلال اليومين المقبلين».
الشرق الأوسط   بتاريخ   2012-09-06