عÙواً يا سادة .. إنها الديمقراطية
لم تكد تنتهي عملية اقتراع أعضاء المؤتمر الوطني العام، ØØªÙ‰ بدأت التكهنات والتوقعات بالنتائج الأولية بالظهور، كما هي العادة عقب كل عملية انتخاب. ÙØ§Ù„شعب الليبي الذي أبهر العالم بثورته، ها هو اليوم يبهره من جديد بسلاسة انتخابه لمن سيمثل سلطته التشريعية، إذا أخذنا بعين الاعتبار وضع الدولة الخاص وهشاشة Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© الأمنية Ùيها، وانتشار Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø ÙÙŠ كل مكان مع ووجود تلك الأصوات المناوئة للانتخابات والمؤتمر الوطني. مع كل ذلك، يثبت الليبيون أنهم Ùوق كل ØªØØ¯ÙŠØŒ وأنهم قادرون على صنع مستقبلهم ÙÙŠ أشد الظرو٠ØÙ„كة ومهما كانت المعوقات.
رأينا هذا كله Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ Ø¹Ù†Ø¯Ù…Ø§ خرج الجميع من صمته والتÙوا ØÙˆÙ„ خيار التصويت دونما تردد. ÙˆÙ„Ø§ØØ¸Ù†Ø§ ذلك بجلاء عندما طرد الكل عن Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… تلك السلبية الكريهة التي Ø·ÙØØª طيلة الأشهر الماضية لنرى كي٠يؤمن شباب كل منطقه ØÙŠÙ‡Ù… منعاً لوصول أيادي المخربين إليه دونما اتكال على Ø£ØØ¯. كما شاهد الجميع كي٠تØÙˆÙ„ الليبيون ÙÙŠ كل المناطق والمدن إلى خلية Ù†ØÙ„ØŒ وليس لهم من هم سوى تأمين هذه الانتخابات بشتى السبل. ÙØ¨Ù‡Ø°Ø§ Ùقط Ù†Ø¬ØØª هذه الانتخابات، وبمثل هذه الايجابية Ø³ÙŠÙ†Ø¬Ø Ø£ÙŠ مشروع قادم بإذن الله تعالى. وكل ما أتمناه أن يعي الليبيون هذا الدرس جيداً. Ùقد ØªÙˆØØ¯ الليبيون ÙÙŠ ساعات قليلة Ùقط عندما ÙˆØØ¯ÙˆØ§ هدÙهم المتمثل ÙÙŠ Ø¥Ù†Ø¬Ø§Ø Ù‡Ø°Ù‡ الانتخابات بأي شكل كان، وتعÙÙوا عن Ø§Ù„Ø³ÙØ§Ø³ÙØŒ وعن كل صوت ÙŠØÙŠØ¯Ù‡Ù… عن طريق تلك الغاية.
ذهب الليبيون بقضهم وقضيضهم لمراكز الاقتراع لينتخب كل منهم من يراه Ø§Ù„Ø£ØµÙ„Ø Ù„Ù‡Ø°Ø§ البلد. ولكننا بالمقابل نرى من يبدى امتعاضه لنتائج هذه الانتخابات وخاصة بعد التقدم الملØÙˆØ¸ Ù„ØªØØ§Ù„٠القوى الوطنية برئاسة د. Ù…ØÙ…ود جبريل ÙÙŠ عدد من الدوائر الانتخابية. وهؤلاء لم يجدوا ØØ±Ø¬Ø§Ù‹ ليس ÙÙŠ الهجوم على شخص الرجل، بل نالوا ممن صوت لهذا Ø§Ù„ØªØØ§Ù„٠أيضاً بكلمات ØªÙØªÙ‚ر بالتأكيد Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ…Ù‚Ø±Ø§Ø·ÙŠØ©. كما أن البعض منهم تساءل عبر ØµÙØØ§Øª الانترنت كي٠لهؤلاء أن يصوتوا لهذا Ø§Ù„ØªØØ§Ù„٠ولم يصوتوا لذلك Ø§Ù„ØØ²Ø¨ Ùقط لأن رئيسه ابن هذه المدينة. بينما تسوق قناة إعلامية وبعض المواقع الأمر بأنه Ùوز لليبراليين (ÙˆÙÙ‚ ادعائهم) بطريقة دس العسل ÙÙŠ الدسم، إذ كي٠ينأى الناخب الليبي Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ عن التصويت للإسلاميين (ØØ³Ø¨ وصÙهم) ليدلي بصوته لهذا Ø§Ù„ØªØØ§Ù„٠الليبرالي (ØØ³Ø¨ قولهم)ØŒ ÙÙŠ دغدغة رخيصة لمشاعر عامة الشعب، وهو موضوع قد يطول Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« Ùيه.
لست هنا ÙÙŠ باب Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن د. جبريل ÙˆØªØØ§Ù„ÙÙ‡ أو غيره، بقدر ما هو نقد لهؤلاء Ø£ØµØØ§Ø¨ الÙكر الضيق الذين يريدون للآخرين النظر Ùقط من خلال رؤاهم. كما هو تساؤل عما وراء هذه Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙˆÙ„ات التي قد تزرع البلبلة ÙÙŠ هذا الظر٠العصيب ولا ÙŠÙØµÙ„نا عن القول Ø§Ù„ÙØµÙ„ سوى ساعات. يخطئ من يعتقد بوردية لون الديمقراطية وأنها الخلاص لكل مشاكل البشر، ولكنها ØªÙˆÙØ± لنا Ù…Ø³Ø§ØØ© مشتركة مع الآخر متمثلة ÙÙŠ الرضا بØÙƒÙ… صندوق الاقتراع وهو ما ÙŠÙØªØ±Ø¶ به أن يرضي ÙƒØ§ÙØ© الأطراÙ. كما أنها هي الخيار التي قاتل من أجله أبناء هذا الوطن من أجل تØÙ‚يقه، Ùمن العبث أن يأتي من ÙŠØØ§ÙˆÙ„ Ø§Ù„Ø§Ù„ØªÙØ§Ù أو الخروج عليه، ما لم تثبت تجاوزات تخل بسير العملية الديمقراطية طبعاً ومن خلال قنوات قانونية Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© . ولذا ÙØ¥Ù† من أبسط القواعد هي القبول بالنتائج ويهنئ الخاسر Ø§Ù„ÙØ§Ø¦Ø² تغليباً Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© الدولة العليا للنهوض بها بدلاً من الخوض ÙÙŠ مهاترات ما أنزل الله بها من سلطان.
عÙواً يا سادة .. إنها الديمقراطية التي قد نصل عن طريقها بمن ننتخبه لمثلنا ÙÙŠ سلطة الدولة، ÙˆÙÙŠ Ø£ØØ§ÙŠÙŠÙ† أخرى قد نخسر ليÙوز آخر انتخبه غيرنا. من وجهة نظري أننا لا ولن نخسر أبداً طالما Ø§Ù„Ø±Ø§Ø¨Ø Ø§Ù„Ø¯Ø§Ø¦Ù… هو الوطن.
والله الموÙÙ‚
نضال الشركسي
نضال الشركسي   بتاريخ   2012-07-14